كيف تطبق الشركات المسؤولية الاجتماعية؟

كيف تطبق الشركات المسؤولية الاجتماعية؟

نوفمبر 2024 . By karim

المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR) هي نهج حديث يعكس التزام الشركات تجاه المجتمع الذي تعمل فيه. فهي ليست مجرد أعمال خيرية، بل استراتيجية تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية عبر تبني ممارسات مستدامة وأخلاقية. في هذا الإطار، أصبح للشركات دور محوري يتجاوز تحقيق الأرباح ليشمل تقديم قيمة حقيقية للمجتمع والعمل على تحسين حياة الأفراد. يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على تعريف المسؤولية الاجتماعية، مجالاتها، خطوات تطبيقها، وفوائدها، مع استعراض أمثلة عملية توضح أهميتها للشركات والمجتمعات.

 تعريف المسؤولية الاجتماعية للشركات:

تعرف المسؤولية الاجتماعية للشركات بأنها المساهمة الاختيارية للشركة أو المنشأة في التنمية المجتمعية عن طريق تنفيذ المشاريع والبرامج التنموية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها الكثير

وتتجلى من خلال ممارسة الأعمال التجارية المتسمة بالشفافية والتي تقوم عـلى مبادئ أخلاقية واحترام الموظفين والمجتمع. وصُمِّمت تلك المسؤولية لأجل توفير قيمة مستدامة للمجتمع عامة،

ويبرز الفرق بين المسؤولية الاجتماعية والممارسات التجارية التقليدية في أن المسؤولية الاجتماعية قد ركزت على فكرة الشركات لديها مسؤولية تجاه المجتمع الذي توجد فيه – وهي وجهة نظر أوسع من النظرة التقليدية التي تركز على القيمة الاقتصادية.

 مجالات المسؤولية الاجتماعية للشركات:

ما هي مجالات المسؤولية الاجتماعية؟

  • البيئية (التقليل من البصمة الكربونية): اجتمع آراء العلماء أنه يجب تخفيف انبعاثات الكربون بنسبة 80٪ بحلول سنة 2050 لتفادي ارتفاع درجة الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين. في حين أن برامج الأوفست  تعتبر رائعة لتعويض ما لا يمكن تقليلها ، فإن تقليل انبعاثات الكربون التي تتحمل مسؤوليتها هو المفتاح
  • التعليم (المبادرات التعليمية والتدريبية): هدفها بناء برامج ومسارات تطوير مهني متخصصة وشاملة للقيادات التعليمية، وتنفيذها لكل مراحل التعليم العام, بالشراكة مع أصحاب الخبرة، بما في ذلك  التدريب على المناهج المُحدَّثة وطرق التعليم المبتكرة, والتدريب الإلزامي قبل دخول الوظيفة.
  • المجتمع (الخدمات المجتمعية والتبرعات): دور التعاون مع القطاع الخاص والقطاعات الحكومية في دعم المشاريع الخيرية. كما أن اهمية التبرعات والعمل التطوعي في تأمين الموارد وتعزيز روح العطاء.
  • حقوق العاملين (تحسين ظروف العمل والمساواة): لتحقيق تنمية اقتصادية فعلية، يجب توفير فرص عمل وظروف عمل ينعم فيها الفرد بالحرية والمساواة والسلامة. 

 خطوات تطبيق المسؤولية الاجتماعية في الشركات:

يجب التركيز على تضمين رؤية المسؤولية الاجتماعية في القيم الأساسية اليومية لشركتك الخاصة من خلال تحديد الأهداف والقيم وتتجلى فيما يلي:

  • تفعيل المبادرات الاجتماعية: يتحقق ذلك بالشراكة مع القطاعات الحكومية والخاصة والغير ربحية، والمساهمة في وضع الحلول العلمية لتعزيز المسؤولية الاجتماعية.
  • تطوير استراتيجيات المسؤولية الاجتماعية: تعزز آلية (RAISE) تكتيك  شركة (سابك) للمسؤولية الاجتماعية العالمية لدعم المجتمعات التي تتواجد فيها الشركة في بقاع الأرض، كما تم تصميم إطار (RAISE) بهدف تعزيز الأثر الإيجابي المستدام للمسؤولية الاجتماعية وذلك من  خلال التطوير والتنفيذ.
  • تخصيص الموارد والميزانيات المناسبة: ينطوي تخصيص الموارد، في جوهره، على توزيع الموارد المتاحة للمؤسسة بشكل يزيد من الفعالية. وتتطلب هذه العملية إدراك لأهداف المؤسسة وأولوياتها والموارد المتاحة لها، بما في ذلك الوقت والمال ورأس المال البشري.

 أمثلة عملية لتطبيق المسؤولية الاجتماعية:

يوجد عدة شركات عالمية رائدة في تطبيق المسؤولية الاجتماعية مثل مايكروسوفت Microsoft، ديزني The Walt Disney Company، وشركة بي إم دبليو BMW حققت تقدما في ممارساتها للمسؤولية الاجتماعية.

كيف يمكن لشركة الخليج للتدريب والتعليم تقديم مبادرات ناجحة؟

يقدم معهد الخليج للتدريب والتعليم الخدمات التدريبية لكبرى الشركات السعودية والسنوات التحضيرية في الجامعات السعودية. القدرة على دعم المشاريع بالموارد البشرية العاملة والمناسبة لمختلف المشاريع. هناك أيضا أكثر من 400 قاعة معمل تدريب مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات ووسائل التدريب.

 فوائد تطبيق المسؤولية الاجتماعية:

يعود تطبيق المسؤولية الاجتماعية على الشركات بعدة فوائد تتجلى فيما يلي:

  • تعزيز سمعة الشركة وبناء الثقة مع العملاء:  للمساهمة في تحقيق التغيير الإيجابي. يعزز هذا الالتزام الصورة الإيجابية للشركة ويجعلها محط اهتمام وثقة المستهلكين، الذين يفضلون التعامل مع الشركات التي تولي اهتمامًا بالقضايا الاجتماعية.
  • تحسين معنويات الموظفين وجذب المواهب: الاستثمار في تطوير الموظفين في بيئة العمل هو من أهم الاستراتيجيات لكسب  أفضل المواهب والاحتفاظ بها، إذ يعكس هذا التزام الشركة بتنمية وتطوير مهارات موظفيها  وتعزيز رضاهم وولائهم. يمكن تحقيق هذا من خلال تقديم برامج تدريبية مستمرة وورش عمل متخصصة، وتشجيع الموظفين على الحصول على شهادات مهنية تقوي خبرتهم
  • المساهمة في تحقيق رؤية 2030: ترغب الجامعات بالمساهمة في تحقيق محور “المواطن المسؤول” ضمن رؤية المملكة 2030.

 التحديات التي تواجه الشركات:

رغم الفوائد التي تعود على الشركات من خلال تبني المسؤولية الاجتماعية لكن لا زالت مصحوبة ببعض التحديات أبرزها:

  • التكلفة العالية لتطبيق المبادرات: تحليل التكلفة وتقييم التأثير المحتمل لمبادرات المسؤولية الاجتماعية المختلفة. 
  • صعوبة قياس تأثير برامج المسؤولية الاجتماعية: يتحلى نقطتين أساسيتين:

1- صعوبة القياس: من الصعب قياس تأثير ممارسات المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات على المدى الطويل. 

2- نقص الموارد: تواجه بعض الشركات، وبالأخص الشركات الصغيرة والمتوسطة، صعوبة في تخصيص الموارد اللازمة لمبادرات المسؤولية الاجتماعية.

في الختام لا يقتصر دور المسؤولية الاجتماعية للشركات ليست التزام عابر فحسب بل إنه استثمار في بناء مجتمع قوي ومستدام. فمن خلال تبني استراتيجياتها تحقق الشركات توازنًا بين مصالحها الاقتصادية ومسؤولياتها تجاه البيئة والمجتمع. فعلى الرغم من التحديات التي تواجه تنفيذه لكن فوائدها الكبيرة طويلة المدى تجعلها ضرورية. من خلال المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، تصبح المسؤولية الاجتماعية أداة فعالة لتعزيز التنمية الوطنية ودعم القيم الإنسانية، مما يُشجع على تفعيلها كعاملًا محوريًا لتحقيق النجاح المؤسسي والمجتمعي.