ما هي القيادة المجتمعية؟
مع زيادة العدد السكاني على وجه الأرض أصبح هناك الكثير من القضايا المجتمعية التي تسبب العديد من المشاكل والمخاطر على أفراد المجتمع، كما أن التزايد التكنولوجي وتوفر الموارد الغذائية والصناعية جعل الحاجة ماسة إلى وجود قائد يتولى جميع مسئولية المجتمع بداية من التصدي للمخاطر وردم المشكلات الاجتماعية، مروراً بتولي مسئولية استغلال الموارد المتاحة فيما يفيد المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة ويكون هو العقل المفكر والمبتكر للحلول وفك النزاعات، بالإضافة إلى كونه يد العون مع أفراد المجتمع لتحقيق جميع متطلباتهم في الحياة.
كل هذا يعد من دور القيادة المجتمعية التي تزداد الحاجة إليها في القرن الواحد والعشرين وذلك لما تشهده جميع البلدان من مخاطر ونزاعات وأخرى تواجه فقر ومجاعة، وبلدان أخرى ذات مناخ ممتاز وموارد متوفرة ولكنها تفتقر إلى قيادة مخلصة ومتفانية، ومن هنا يأتي الفرق بين القيادة المجتمعية والقيادة التقليدية التي لا تعرف شيء عن القيادة إلا مصلحتها الشخصية ولا تفكر في حل المشكلات ولا استغلال الفرص المتاحة في المجتمع.
أنواع القيادة المجتمعية وأمثلة عليها
هناك العديد من صور القيادة المختلفة وكل منها يختلف عن الآخر في المجال الذي من أجل قيادته، وإليك أنواع القيادات المجتمعية فيما يلي:
- القيادة الأخلاقية ويركز القائد على إرشاد ونصح الأمة لفعل العادات والقيم الأخلاقية السليمة ويكون له صفات لا مثيل لها حتى يكون قدوة يقتدى به في الكثير من الأمور المهمة والأخلاقية وعامة ما يكون القائد من هذا النوع محبوب من الجميع حتى يتم قبول نصائحه، ويقع على عاتقه الكثير من المهام خاصة عند تغيير عادات وقيم سيئة أصبحت منتشرة بكثرة في زماننا هذا.
- القيادة الإبداعية وهي تعني القدرة على الخيال والتفكير الإبداعي في حل المشكلات ومواجهة المخاطر بناء على ما هو موجود من فرص يمكن استغلالها في حل القضايا الصعبة التي تعيق التعلم، كما يقوم القائد الإبداعي بتشجيع الآخرين في مواجهة التحديات حتى يصبحوا مستشارين في القيام بحل المشكلات بأنفسهم.
- القيادة التحويلية ويركز فيها القائد على كيفية تغيير مسار تفكير أفراد المجتمع إلى أهداف أخرى أسمى وأجل من خلال وضع رؤية واضحة للمواقف والتفكير بشكل أعمق وبعيد مما قد يتخيله أي عقل آخر، لذا تجد أنه لديه قدرة فائقة على الإقناع بشكل سريع لما لديه من براهين وأدلة تثبت صحة قوله وهو يركز أكثر على الأهداف المستقبلية وكيفية التطوير من الحاضر.
من أمثلة القادة الناجحين الذين حققوا نجاحات باهرة في القيادة الشيخ حسن الصفار السعودي الذي قاد حركة اجتماعية بهدف غرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس المواطنين، كما كان له دور كبير في المناداة بالمساواة بين جميع المواطنين والبعد عن التمييز الطائفي، ونادى بحماية حقول الإنسان، وتدور خطاباته دائمًا حول تنمية الشخصية والمجتمع.
إذا ذكرنا القادة الناجحين فلابد من ذكر الخبير التربوي ذوقان عبيدات الذي عمل مستشاراً لشركة تطوير التعليم التابعة للملك عبدالله بن عبدالعزيز وأثر كثيرا بأفكاره في التربية وغرس القيم الايجابية داخل الصغار حتى طلاب الجامعات كان له أثر كبير في تنمية شخصياتهم إلى ما هو أفضل.
مهارات القائد المجتمعي الناجح
يوجد مجموعة كبيرة من المهارات التي لابد من تحلي القائد بها والقدرة على تجسيدها وممارستها على أرض الواقع وهذه المهارات هي:
- مهارات القيادة الإدارية وحب الإدارة والثقة بالنفس وبالقدرات.
- مهارات التفكير الاستراتيجي من خلال التفكير في حل المشاكل بشكل عميق، والنظر من خلال جوانب عديدة حتى الوصول إلى حل.
- مهارات التأثير والاقناع وتعد ضمن أهم المهارات المطلوبة في القائد حيث من خلالها يكون لك السلطة والقدرة على تغيير آراء من حولك وإقناعهم بشكل سهل.
- التخطيط والتنظيم إحدى أهم مهارات القائد الناجح لأن أي هدف لابد من تخطيط وتنظيم مسبق له وهذا يساعد على الوصول للهدف بسرعة.
- إدارة الأفراد من خلال معرفة الكفاءات الموجودة وتوجيه كل منهم لما يناسبه.
- مهارات التواصل وتعد من أفضل المهارات للقائد الناجح إذ بدونها لا يستطيع أن يكون قائد من الأساس.
- التغيير والابتكار، والنزاهة، والثقة بالنفس.
- الاستقلالية، والدراية بالنفس، والوعي لما يحدث من حوله.
- اتخاذ القرار والقدرة على حل المشكلات، والإشراف.
- وكذلك هناك عدة أساليب للقيادة مثل القيادة الأرستقراطية والديمقراطية، والأوتوقراطي، والبيروقراطي، اسلوب عدم التدخل، المعاملات.
ويتم تنمية المهارات القيادية من خلال مراكز التدريب والتعليم مثل مركز الخليجي للتدريب والتعليم الذي يقدم دورات تدريبية في تطوير المهارات القيادية وهذه الدورات لها دور كبير في اكتساب و تعلم المهارات القيادية المطلوبة.
القيادة المجتمعية في سياق المسئولية الاجتماعية
القيادة المجتمعية لها دور كبير في تحقيق المسئولية الاجتماعية، وذلك لما للقائد من صفات ومهارات تمكنه من توجيه الأفراد إلى الإتجاه الصائب لما فيه مصلحة للجميع وهو بذلك يتحمل مسئولية نجاح الشركة أو المكان المتولي القيادة عليه بما يحقق التنمية المستدامة، كما أن القيادة تعزز القيم الأخلاقية وتعمل على انتشارها في المجتمع بما يعود بالنفع على الجميع.
القيادة المستدامة هي القيادة التي لها منظور بعيد وترى مدى تأثير القرارات على الأجيال القادمة وتعمل حساب ذلك بما لا يؤثر على المستقبل بالضرر، حيث يعمل القائد على التفكير المبدع في توفير احتياجات المجتمع حسب الاحتياجات بلا يؤثر على المستقبل في شيء، لذا فإن لها أهمية كبيرة في المجتمع الحديث الذي لا يفكر في نفسه فقط بل يفكر في الأجيال القادمة أيضاً.
التحديات والفرص في القيادة المجتمعية
يوجد بعض التحديات التي قد تعرقل طريق القائد المجتمعي ولكن يمكن حلها كما يوجد لديه فرص عديدة في تنمية المجتمع، إليك أولًا التحديات التي تواجهها فيما يلي:
- التحديات الاقتصادية.
- تحديات التكنولوجيا المتطورة.
- تغيرات مستمرة في بيئة العمل.
- التحديات الاجتماعية والثقافية.
- المشكلات التنافسية الشديدة.
- تحديات في إدارة الوقت واستغلال الموارد المتاحة.
- تحديات عند تحفيز وتطوير الأفراد.
- تحديات عند بناء فريق قوي مساعد لعملية القيادة.
يمكن للقادة المجتمعيين استغلال الفرص وتحقيق تقدم وتطور هائل في المجتمع وذلك لما لهم من تأثير إيجابي ولديهم مهارات مبتكرة في اكتساب الأفراد والقدرة على التأثير فيهم وإقناعهم للحيد عن الأهداف الغير لازمة والتركيز على الأهداف التي تعمل على تقدم المجتمع، كما للقائد الأخلاقي دور كبير في إيقاظ الضمير وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية عند الأفراد.
أهمية القيادة المجتمعية في المجتمع الحديث
في المجتمع الحالي ومع انتشار الكثير من التحديات والمشاكل وظهور الكثير من القيم الغير أخلاقية مما زاد الخطر على المجتمعات الحديثة، لذا كثرت الحاجة إلى موجه وقائد يدير أفراد المجتمع ويوجههم إلى الطريق الصواب ويعمل على حل مشكلاتهم ومساندتهم يد بيد واستغلال الموارد المتاحة فيما يفيد الجميع.
وقد وفرت التكنولوجيا الحديثة الكثير من المهام الصعبة على القادة إذ جعلت إمكانية التواصل أسهل بكثير من ذي قبل وكذلك كانت سبباً في معرفة الموارد المتاحة ومعرفة العديد من التفاصيل الأخرى التي تخص المجتمع مما يسهل على القائد الوصول لجميع المشكلات ثم حلها.
القادة المجتمعيين لهم دور بالغ الأهمية في تحقيق التنمية الاجتماعية وتحقيق التماسك والترابط بين الأفراد من خلال جعل كل فرد يركز على تحقيق أهداف المجتمع ليصبح كل فرد يعمل لصالح بلده بدلاً من أن يعمل لصالحه فقط
شركة الخليج للتدريب والتعليم
شركة الخليج للتدريب والتعليم تعد من أبرز الشركات في السعودية والتي تقدم أفضل التدريبات والدورات التأهيلية في جميع المجالات ومن ضمنها محال القيادة المجتمعية إذ وفرت باقة من أروع الدورات التدريبية لتطوير المهارات القيادية، وقد استفاد منها الكثير من القادة بعدما حصلوا على شهادة تثبت جدارتهم في حسن القيادة والتصرف.
ونذكرك بالاطلاع على البرامج التدريبية التي تركز على بناء قادة مجتمعيين على أعلى مستوى من المهارة والكفاءة، تجول معنا داخل موقع شركة الخليجي للتدريب والتعليم وشارك في الدورات ونمي مهاراتك القيادية.
لا تنسى أن التعليم والتدريب المستمر من خلال شركتنا هو الأساس في مواصلة تطوير ذاتك لتصبح قائد يتولى مسئولية المجتمع أو فئة من الفئات، النجاح يحتاج إلى مواصلة وكفاح، وبمجرد الوصول إلى هدفك سوف تنسى جميع المعاناة فلا تيأس.