الشركات التابعة vs الامتياز التجاري: المميزات والعيوب
تعتبر الشركات التابعة والامتياز التجاري من أشهر استراتيجيات التوسع في إدارة الأعمال، فهما وسيلتان مثاليتان لزيادة الأرباح والتوسع في سوق بأقل قدر من المخاطر، مع ذلك فإنهما مثل غيرهم من نماذج الأعمال المتنوعة تتمتع بالمزايا التي تجعلها مثالية لبعض المشاريع وبعض العيوب أيضًا التي تجعلها غير مناسبة لبعض.
في هذا المقال سنقوم بتناول الشركات التابعة والامتياز التجاري بشيء من التفصيل، مع توضيح الغرض من كلاهما، مميزات وعيوب كل نموذج، وأيهما الأفضل لمشروعك كذلك.
ما الفرق بين الشركات التابعة والامتياز التجاري؟
عادة ما يخلط البعض بين مفهومي الشركات التابعة والامتياز التجاري، رغم وجود اختلافات واضحة بين النموذجين، ويرجع هذا الخلط إلى كون كلاهما لا يتمتعان بالملكية الكاملة لنموذج الأعمال الخاص بهم، كيف هذا؟ دعنا نبسط الأمر بتوضيح المقصود بكلاهما كالآتي:
ما المقصود بالشركات التابعة؟
الشركة التابعة subsidiary هي الشركة التي تملكها أو تسيطر عليها شركة أخرى جزئيًا بنسبة أكبر من 50% من أسهمها، أو كليًا بنسبة 100% وتسمى حينها بالشركة التابعة المملوكة بالكامل، وعادة ما تقوم الشركات الكبرى بهذه الخطوة في سبيل اختراق أسواق جديدة أو تفادى الإجراءات القانونية الناتجة عن عمليات الاندماج أو للتخلص من العراقيل التنظيمية لتأسيس شركات جديدة.
تسمى الشركة المالكة للشركات التابعة هنا باسم الشركة الأم، وفيها تمتلك الحق الأكبر في التصويت في مجلس الإدارة، كما لها حق الإشراف والسيطرة، وفي حالة الشركات التابعة الجزئية، تكون للشركة الأم إشراف جزئي على عملية الإدارة وغير مباشر في أغلب الأوضاع، أما في حالة الشركات التابعة المملوكة بالكامل، فعادة ما يكون الإشراف مباشر ويومي من الشركة الأم وكذلك تنظيم آلية اتخاذ القرارات.
مميزات الشركات التابعة
- إحدى وسائل التوسع الاستراتيجي الناجحة للشركات الكبرى
- من خلالها يمكن للشركة الأم امتلاك شركات متعددة في مجالات متنوعة وبمسؤوليات أقل
- من خلالها يمكن امتلاك مشاريع قائمة بالفعل وناجحة دون الحاجة إلى تأسيس مشروع جديد.
- في حالة إفلاس الشركة التابعة، فإن هذا لا يؤثر على الشركة الأم إذا تعامل ككيان منفصل مستقل.
- تمثل استراتيجية ناجحة في اقتحام الأسواق الجديدة في الدول المختلفة دون الحاجة للخضوع للقوانين المنظمة أو التكاليف المالية لتأسيس مشروع أجنبي جديد.
- الشركات الفرعية تمتلك مجلس إدارة منفصل عن مجلس إدارة الشركة الأم وتمتلك جانب من المرونة والحرية في اتخاذ القرارات.
- وجود شركات تابعة منفصلة في مجالات محددة يساعد في زيادة كفاءة الخدمات المقدمة وبالتبعية يؤثر إيجابيًا رفع القيم السوقية لأسهم الشركة الأم ومكانتها في السوق.
سلبيات الشركات التابعة
- هذا النوع من العلاقات التجارية يتطلب تنظيمًا قانونيًا صارمًا ومراقبة دقيقة من قبل الشركة الأم.
- التكاليف القانونية لإنشاء أو شراء شركة تابعة مكلف وباهظ الثمن.
- بعض الشركات الأم تصر على تشكيل مجلس إدارة جديد للشركات التابعة الموجودة بالفعل، مما يغير من الهيكل التنظيمي الناجح لها وأحيانًا ما يضر العمل ويتسبب في إبطاء حركته بسبب حركة التغييرات الجديدة.
- يتطلب إنشاء وإدارة شركة تابعة بعض البيروقراطية في التعامل مع إدارة الشركة الأم، وهو ما قد يقتل الإبداع والمرونة أحيانًا.
- على الشركة الأم أن تلتزم ضريبًا بإصدار بيان مالي معقد عن تعاملاتها مع الشركة التابعة، وهو ما يتطلب جهدًا وخبرة والتزام شديد من المحاسبين.
- على الرغم من قدرة تشكيل الشركة الأم لمجلس الإدارة الجديدة، إلا أن صلاحيتها في الشركات التابعة الجزئية ليست بالضخمة كما الشركات المملوكة بالكامل.
- تباين الأهداف بين المستثمرين الآخرين في الشركات التابعة أو مالكيها الأصليين قد يتسبب في وجود مشكلات وعراقيل تبطئ من سير العمل أو جودته أو توتر العلاقات داخل البيئة التي يعمل بها الموظفين.
ما المقصود بالامتياز التجاري؟
الامتياز التجاري أو الفرنشايز franchise هو نوع من أنواع التراخيص التجارية الشهيرة في عالم الأعمال، وفيها يقوم صاحب علامة تجارية ناجحة بمنح شخص أخر حق استغلال هذه العلامة وقف مجموعة من الضوابط والقوانين، ويسمى الأول في هذه الحالة بمانح الامتياز، ويسمى الأخير بالمستفيد أو صاحب الامتياز.
في حالة الامتياز التجاري هنا، لا يقوم المالك بالشراء أو السيطرة على نموذج أعمال أخر، بل يقوم هو بمنح حق استغلال علاماته التجارية بملء إرادته رغبًا في التوسع الأفقي السريع ونشر اسم علامته التجارية وزيادة قيمتها السوقية بأقل قدر من المخاطر وأعلى درجات السيطرة كذلك؛ إذا تنص الاتفاقيات بين مانح الامتياز وصاحبه على مجموعة من الشروط التي إذا خالفها الأخير، يمتلك الأول حق سحب الامتياز على الفور.
مميزات الامتياز التجاري
- الحصول على امتياز تجاري لشركات قائمة وناجحة في السوق بالفعل يوفر عناء تأسيس علامة تجارية جديدة.
- يوفر مانح الامتياز للمستفيد منه خدمات دعم فنى وتقنى متقدمة، كما يوفر له مستند إفصاح يلتزم الطرفين بعدم الإعلان عنه لكيفية إدارة المشروع وتشغيله.
- تكاليف الحصول على حق امتياز تجاري أقل نسبيًا من تأسيس مشروع جديد كليًا.
- تستفيد مشاريع الامتياز التجاري من السمعة العالمية للعلامة التجارية الأصلية وأي نجاح في أي فرع في العالم، بالتبعية ينسب إليها كذلك.
- يستفيد صاحب الامتياز من الحملات التسويقية التي تقوم بها العلامة التجارية الأم في الترويج لمشروعه دون حتى أن يشارك فيها ماليًا أو إداريًا بالتخطيط.
- توفر الجهات المانحة للامتياز خدمات استشارات مهنية وإدارية خارجية لمساعدة أصحاب الامتياز على إدارة العلامة التجارية بنجاح والحفاظ على سمعتها وقيمتها السوقية عالية.
- المخاطر المالية التي تمتلكها مشاريع الامتياز التجاري أقل من غيرها من المشاريع كونها نماذج أعمال أثبتت نجاحها بالفعل ولديها جمهورها القائم الذي يرغب في التعامل معها.
عيوب الامتياز التجاري
- يأتي الامتياز التجاري دائم بقيود صارمة من قبل المانح، مما يجعل عملية الإدارة تتسم بالبيروقراطية وحد أدنى من الإبداع.
- رسوم الامتياز التجاري مستمرة بين الشركة المانحة والحاصل على الامتياز، مما يجعلها عبء مستمر طوال فترة التعاقد.
- يمتلك صاحب الامتياز التجاري صلاحيات أقل في عملية الإدارة أو التشغيل، ولا يمكنه التغير بأي صورة في الهوية البصرية للعلامة التجارية أو إضافة منتج أو إزالته دون الرجوع لمانح الامتياز.
- كما يتأثر صاحب الامتياز بالسمعة الجيدة للعلامة التجارية، فإنه يتأثر أيضًا بأي إشاعة سلبية أو خطأ لأي من الفروع الأخرى.
- بعض الشركات المانحة للامتياز تبالغ في الشروط المتفق عليها في التعاقد مما يجعل صاحب الامتياز في عرضة سحب المشروع منه في أي لحظة.
- الجهود المبذولة في الامتياز التجاري لا تنعكس على صاحب الامتياز بالقدر نفسه الذي تنعكس بيه على مالك العلامة التجارية؛ فصاحب الامتياز هنا لا يعامل معاملة مستقلة إنما ينصهر في العلامة التجارية الأم.
- الامتياز التجاري هو عقد محدود المدةـ، لذلك لا يعد ملكية خاصة لصاحب الامتياز ويمكن أن يرفض مانح الامتياز تجديد العقد ومنحه لآخر بسعر أعلى.
الشركات التابعة vs الامتياز التجاري، أيهما تختار؟
في السطور السابقة ناقشنا الفرق بين الشركات التابعة والامتياز التجاري بشكل منفصل، وإذا رغبت أن تعرف أيهما الأفضل كنموذج تجاري ناجح، علينا أولًا أن نوضح هذه الفروقات جنبًا إلى جنب كالآتي:
أوجه المقارنة | الشركات التابعة | الامتياز التجاري |
السلطة | جزئية للشركة الأم في الشركات التابعة وكلية في الشركات التابعة المملوكة | يحددها صاحب الامتياز طبقًا لشروط التعاقد |
الوضع القانوني | تعامل معاملة كيان قانوني منفصل | تابعة للعلامة التجارية الأم وتعامل معاملة الفروع |
الإدارة | تمتلك مجلس إدارة منفصل | يتم إدارته طبق إرشادات صاحب الامتياز |
التمويل | تتلقى الشركات التابعة تمويل من الشركة الأم | تحصل العلامة التجارية على رسوم مستمرة من صاحب الامتياز |
التأثير | لا تؤثر الشركات التابعة على سمعة العلامة التجارية الأم | تؤثر وتتأثر العلامة التجارية الأم بأي شيء إيجابي أو سلبي يحدث في أي من فروعها |
الإجراءات القانونية | أكثر تعقيدًا في الشركات التابعة | أكثر مرونة في الامتياز التجاري |
الملكية | تمتلكها الشركة الأم جزئيًا أو كليًا | لا يمتلك صاحب الامتياز العلامة التجارية إنما يستفيد منها لمدة مؤقتة يحددها عقد الامتياز |
فرص التوسع | كبيرة لكنها معقدة من الناحية القانونية والمالية | كبيرة وتتسم بالمرونة ما إذا تم توافر شروط الحصول على حق الامتياز |
من الجدول السابق، يمكن فهم أن الشركات التابعة تمثل نموذج تجاري ناجح، ما إذا كانت شركة ترغب في اقتحام أسواق جديدة أو التوسع الأفقي في مجالات متشعبة دون أن يؤثر هذا على سمعتها التجارية أو مكانتها السوقية، أما الامتياز التجاري فهو النموذج الأفضل أيضًا وذلك في حالة الشركات التي ترغب في استغلال شعبية نماذج تجارية ناجحة ومعروفة في تحقيق ربح مادي ونجاح سريع.
لذلك إذا كنت تتساءل أي النموذجين أفضل، فالإجابة ستكون كلاهما، الأمر متوقف على الهدف الاستراتيجي الذي تسعى له وحجم المخاطر المتوقعة، وكذلك نسبة التحكم الذي ترغب في امتلاكها في مشروعك.